هل فكرت يوماً بأن كل ما يتعلق بعملك كميسر مجتمعي هو قصة؟ الخدمات التي تقدمها لأفراد المجتمع والتغيير الذي تساهم في حدوثه والضرر الذي تمنع وقوعه جميعها قصص تحصل معك كل يوم، وقصص تستحق أن تروى.
إن البيانات والمعلومات التي نقدمها مهمة جداً في خلق الوعي والمنطق لدى الأفراد ولكنها لا تكفي دون العاطفة، فالعاطفة المدعومة بالمنطق هي الدافع الأساسي للتغيير والتأثير على الجمهور للمساهمة في القضايا الهامة، وهذا يحصل من خلال القصص، حيث تؤثر القصص على الأفراد وعواطفهم وأفعالهم، وتبني لديهم قواسم مشتركة تعزز الاهتمام والوعي والتعاطف، بالإضافة إلى خلق التواصل العاطفي مع المانحين والذي غالباً ما يدفع إلى العطاء.
يقدم لك هذا القسم دليلاً حول كتابة القصص المؤثرة.
العناصر الأساسية للقصة
أولاً: الشخصية
يجب أن تحتوي القصة على شخصية واحدة جذابة قادرة على نقل تفاصيل وتجارب محددة، فالشخصية هي أداة الربط مع الجمهور حيث تمنحهم شخصاً يهتمون به. ولأن التركيز الرئيسي للجمهور يجب أن يكون على الشخصية احذر من إظهار المنظمة على أنها الشخصية الرئيسية أو البطل.
لماذا نستخدم شخصية واحدة؟
يتواصل الجمهور مع شخص واحد بشكل أفضل من تواصله مع مجموعة أشخاص، ومن الأسهل إنشاء الروابط العاطفية مع الأشخاص أكثر من المجموعات، بالإضافة إلى أن الجمهور يواجهون صعوبة في التمييز بين الشخصيات في حال تعددها.
فمن خلال الشخصية أنت تتحدث عن الشخص الذي تغيرت حياته أو تأثرت بسبب المنظمة أو تأثرت بسبب قضية محددة ترغب في تسليط الضوء عليها، وتستطيع التطرق إلى السياق الأوسع مع الحفاظ على فردية الشخصية من خلال تكبير النموذج، فمثلاً تستطيع أن تقول في نهاية القصة أن قصة "..." هي واحدة من القصص التي نسمعها كل يوم، أو في سياق القضية التي تتحدث عنها القصة تستطيع القول مثلاً أن 50% من النساء أيضاً يتعرضن لذلك سنوياً.
يجب أن تكون الشخصية مشابهة للجمهور المستهدف من خلال إظهار القواسم المشتركة وإعطاء فرصة للجمهور حتى يتمكن من التعرف على أبرز سمات الشخصية والتي قد تبدأ بكونها أم أو أب أو عامل مثلاً، ومن ثم الحاجة أو المشكلة الأساسية للشخصية، والتي لا يجب أن تظهر بأنها السمة الوحيدة.
ثانياً: الهدف
ما هو الهدف الذي تسعى الشخصية إلى تحقيقه؟
هل هو الحصول على مساعدة، أو الهروب من تهديد، أو تغيير وضع محدد؟ يجب أن تظهر القصة الرغبة والهدف الذي تسعى الشخصية إلى تحقيقه والأهم أن تظهر سبباً وراء الهدف.
بالإضافة إلى الهدف الخاص بالشخصية، ما هو الهدف أو الغرض الأساسي من القصة؟ يجب أن تدفع القصص الأفراد إلى اتخاذ إجراء محدد سلبي أو إيجابي من خلال توجيه العاطفة، القصص التي تخلق عاطفة الحزن عند الأفراد عادة لا تؤدي إلى التصرف، بينما تلك العواطف المرتبطة بالغضب هي ما تجعل الفرد يشارك الشخصية في قصتها ويتجه للتصرف المطلوب.
عند استخدام العاطفة في كتابة القصص قد لا تضطر في نهاية القصة إلى القول صراحة بأن الحياة قد تغيرت أو أن الشخصية قد حققت هدفها، وذلك من خلال استخدام الوصوف الدلالية عن الحواس، كيف كان شعور الشخصية قبل تحقيق الهدف وبعده، كيف تستطيع أن تستخدم وصف لغة الجسد؟
ثالثاً: العقبات\التحديات
ما الذي يمنع الشخصية من تحقيق الهدف؟
العقبات والتحديات التي تواجه الشخصية تشكل رابطاً مع الجمهور يقود إلى التفكير بأن هذا يمكن أن يحدث لنا أيضاً، أي بمعنى آخر يجب أن أهتم بما حصل مع هذه الشخصية لأن هذا الشخص يمكن أن يكون أنا!
تسمى تلك التحديات أيضاً بالحبكة أو ذروة القصة، أي عندما تواجه الشخصية التحدي الأكبر أو مجموعات التحديات التي تمنعها من تحقيق الهدف والتي تجعل الجمهور يهتم بما سيحدث بعد ذلك، والذي يقود إلى الوضع الراهن الجديد والمتمثل في الوصول إلى الهدف.
الخصوصية والسرية عند جمع القصص
ترغب في إنشاء قصص للمستفيدين من خدمات المنظمة ذات مصداقية وشفافية عالية وفي ذات الوقت أن تراعي سرية الأفراد وخصوصيتهم.
تذكر؛ يجب أن يشعر المستفيد بالرغبة في مشاركة قصته، أي أن تكون مشاركته طوعية.