تعبئة المجتمع

هل فكرت يوماً، لماذا لا تحقق بعض البرامج التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني التأثير أو التغيير الحقيقي المطلوب؟ مثلاً؛ فإن الدعوة إلى إنهاء العنف ضد المرأة تتزايد باستمرار، إلا أن الجهود المبذولة للحد من العنف الأسري في الأردن على الرغم من كثرتها، قد ساهمت في تسليط الضوء على ضرورة وقف العنف الأسري وتمكين النساء المعنفات من خلال أنظمة حماية شاملة، أو من خلال تقديم الخدمات اللاحقة القانونية أو الاجتماعية أو النفسية، إلا أنها ما زالت عاجزة عن إحداث تغيير في معتقدات أفراد المجتمع التي تقبل ثقافة العنف. من أجل الوصول إلى التغيير المستدام طويل الأمد، نحتاج إلى تبني موقفا استباقياً ونهجاً وقائياً بدلاً من التركيز على رد الفعل، حيث يفترض النهج الوقائي عدم كفاية تقديم الخدمات للنساء المعنفات دون معالجة الأسباب الجذرية للعنف، وإحداث التغيير الاجتماعي من خلال عملية منهجية طويلة المدى تؤدي المنظمات دوراً تسهيلياً وداعماً فيها بالشراكة مع الأفراد، من خلال تعبئة المجتمع.

يقدم لك هذا القسم دليلاً حول تعبئة المجتمع والخطوات الأساسية.

 

ماهي تعبئة المجتمع؟

عملية استراتيجية منظمة وطويلة الأمد تهدف إلى تشجيع المجتمع وإشراكه في التعبير عن احتياجاته واتخاذ إجراءات جماعية من أجل إيجاد الحلول وتحقيق التغيير المستدام.

فعلى عكس البرامج التقليدية، لا تركز تعبئة المجتمع على تقديم الخدمات أو تنفيذ البرامج من أعلى إلى أسفل (أي من قبل المنظمة إلى المجتمع)، بل تهدف إلى توحيد المجتمع حول قضية معينة من خلال زيادة الوعي المجتمعي وخلق الالتزام في التغيير وإعطاء أفراد المجتمع الفرصة لاكتشاف معتقداتهم الحالية ومواقفهم وممارساتهم وتحديد احتياجاتهم والتعبير عنها، والتخطيط للأنشطة وتنفيذها وتقييم النتائج، على أساس تشاركي ومستدام من قبل أفراد المجتمع والمنظمات.

إن المشاكل والتحديات التي قد يواجهها أفراد المجتمع دائماً في تجدد، لذلك فإن جهود التعبئة الناجحة لا تتمثل في حل مشكلة واحدة فقط، إنما تعزيز القدرة على حل المشكلات الأخرى أيضاً.